الحجاج في درس الفلسفة الفلسفة

الحجاج في درس الفلسفة

أصبح الاهتمام بالحجاج في إطار ديداكتيك الفلسفة متزايدا لاعتبارين:
أ- لأنه هدف من الأهداف التربوية التكوينية المتوخاة من تدريس الفلسفة بالثانوي، ويكون إلى جانب الأشكلة والمفهمة ثالوث الأهداف النواتية المكونة للفلسف.
ب- لأنه مطلب من مطالب التقويم بمختلف أشكاله في درس الفلسفة: نص أسئلة، نص سؤال مركب قولة سؤال، سؤال مفتوح.
لهذه الاعتبارات، وسعيا وراء تحقيق حد أدنى من الانسجام في الممارسة الديداكتيكية لدرس الفلسفة نرى ضروريا التعريف بأهم الأساليب الحجاجية التي تحضر بقوة في درس الفلسفة بجميع مكوناته: عرض نظري-تحليل نص- تقويم..
تعريف الحجاج:
تطرح ضرورة الاهتمام بالحجاج ومبادئ الإقناع حينما يطرح السؤال:كيف يصبح خطاب ما مقنعا؟ وبهذا المعنى لا يمكن فصل الحجاج كعمل للغة قبل أن يكون عملا للعقل المفكر(1) عن عملية التواصل والتفكير." إنه متتالية من الجمل، موجهة وجهة خاصة، تعكس مسار فكر ينطلق من معطيات للوصول إلى ، مرورا عبر حجج."(2)
والحجة قضية صيغت لإقناع المحاور بقبول قضية أخرى.
وقد رفض أرسطو أن يضع الحجاج في نفس المستوى مع البرهنة، كما رفض أن ينحدر إلى مجرد أداة للتحليل والإغراء ، واعتبره حدا وسطا بينهما، لأنه لا يملك الصرامة والموضوعية التي تطبع البرهنة ،لكنه في نفس الوقت لا ينحدر إلى مستوى التأثير والإيحاء بحمولته اللاعقلانية (3).
بين الحجاج والبرهنة.
يقارن " بيرلمان " بين الحجاج والبرهنة ليوضح التمييز بينهما انطلاقا من مجموعة من المستويات(4):
أ‌- فالحجاج يتوجه ‘إلى مخاطب عمومي، لذلك يراعي عاداته في التفكير وانفعالاته ومعتقداته، على نقيض ذلكـ يتوجه البرهان إلى مخاطب كوني.
ب‌- يتأسس الحجاج على مقدمات ليست بالضرورة مؤكدة أو بديهية، لكنها بكل بساطة مقبولة ومشتركة من طرف أغلبية الناس.
ج- يعتمد الحجاج اللغة الطبيعية في مقابل اللغات الاصطناعية، كالجبر مما يجعل عباراته عامة وغامضة.
د- ينتج عن ذلك أن النتيجة في الحجاج نادرا ما لا تكون غير قابلة للدحض، لأن كل حجاج قابل للتفنيذ بحجاج آخر.
بعض الأساليب الحجاجية الأساسية في الخطاب الفلسفي:
من الصعب حصر جميع الأساليب والتقنيات الحجاجية التي تستعمل في الخطاب الفلسفي أو غيره، لأنها كثيرة ويصعب صياغتها في إطار كمنظم ووفق مبادئ محددة، لذلك سيتم تناول بعضها، تلك التي تحضر بقوة في النصوص الفلسفية والتي يمكن لتدريس الفلسفة استثمارها والعمل على إكسابها للمتعلمين. يمكن تحديد ثلاث عمليات أساسية تندرج في إطارها أهم الأساليب الحجاجية:
أ‌- عمليات استدلالية تخص الخطاب انطلاقا من مقدماته حتى نتائجه كالاستنتاج والاستقراء والمماثلة.
ب‌- جدلية تخص الوظيفة السجالية للخطاب كالمناقشة والمحاورة والدحض وامتحان الآراء والإثبات والتركيب.
ج- عمليات شعرية تخص البناء البلاغي للخطاب كالمماثلة والاستعارة والتمثيل ومختلف طرق الإيحاء والإيهام.
تهدف العمليات الأولى إلى إقناع المتلقي، وتهدف الثانية إلى نقل القناعة من شخص إلى آخر، وتهدف الثالثة إلى التأثير الوجداني عليه.
*- المثال: يعنى المثال بالعودة إلى حادث مفرد ، قد يكون واقعيا أو متخيلا، وهو أداة إقناعية أساسية، لأنه قد يدعم قاعدة عامة، وبالتالي فهو لا يساعد على الفهم فحسب ولكنه يدفع نحو الاعتقاد وتقوية الإقناع.
للمثال وظيفة ديداكتيكية أساسية تتمثل في استقطاب التلميذ نفسيا وجعله ينخرط ذاتيا وتلقائيا في ممارسة التفلسف، لأنه يفتح الحقل الدلالي الفلسفي على عالم الواقع والتجربة المعيشة(5)
*- حجة السلطة المعرفية: إنها من حالات المثال، ويقصد بها استثمار رأي شخصية علمية أو فلسفية مختصة لضمان دعم أطروحة ما، وهي حجة لا يمكن الاستغناء عنها لأنها حاضرة حتى في المراجع العلمية وهي أيضا حجة حاضرة في كل النصوص الفلسفية تقريبا.
*- المماثلة: وتتميز بالحضور القوي في مختلف أشكال الخطاب وخصوصا في الرياضيات والفلسفة، وتعني وجود تشابه بين علاقتين: علاقة معروفة الحدود والعناصر، وعلاقة مجهولة. وتتخذ العلاقة الأولى كأداة للتفكير في العلاقة الثانية، وهنا تكمن القيمة الحجاجية للمماثلة كأداة للتفكير والبناء.
الاستدلال:إنه في مختلف صوره انتقال من مقدمات إلى نتيجة، ويتحدد الأساسي في الاستدلال في مختلف صوره (مباشر-غير مباشر) في العلاقة الضرورية بين المقدمات والنتائج رغم طابعها الصوري، وهو عملية تسود جميع النصوص لأنه أداة أساسية للفكر والتفكير. وقد اعتبر أرسطو القياس أسس مراتب الاستدلال من حيث اليقين والخضوع لمبادئ العقل الأساسية.
*الإحراج: وهو استدلال يقوم على اختيار بديل يبين أنه كيفما كان الموقف الذي نتبناه بصدد قضية ما، تكون النتيجة نفسها. إن قوته الحجاجية يكمن في كونه يترك إمكانية الاختيار للخصم، وهم الاختيار فقط.
*- الاستقراء:أداة أساسية لبناء المفاهيم والأحكام انطلاقا من فحص موضوعات ... مختلفة، ويتميز بصبغته الإبداعية ونتائجه الخصبة بحكم أن الانتقال فيه يكون من المعيش إلى المجرد.
*- الجدل: يرد الجدل هنا بمعناه اليوناني كفن للقول والحوار ومناقشة الأفكار وتصنيفها. ولكنه يرد كذلك بدلالته الهيغلية كقانون للعقل والوجود، ومن ثمة كطريقة للتفكير وإدراك القضايا وبناء المواقف والتصورات: قضية- نقيض- تركيب.
تتضمن كل دلالة من هاتين الدلالتين أبعادا بيداغوجية ، لأن الجدل يعلم نسبية الأفكار وضرورة تنطيم التفكير ، وإصدار الأحكام في دلالته الأولى ...وشمولية النظر وجدلية الوحدة والاختلاف والتطور في دلالته الثانية.
خلاصات:
- إن الاهتمام بأساليب الحجاج في درس الفلسفة اهتمام وظيفي ينطلق من استحالة الفصل في الخطاب الفلسفي بين الأطروحات والمواقف والحجج التي تؤسسها/ ومن ثمة لا تدرس هذه الأسالبي لذاتها بل في علاقاتها بسياقاتها الديداكتيكية في الدرس.
- يزداد الاهتمام بها كلما كان الحرص على الفهم والتواصل مع الأطروحات قويا.
المراجع.
1-Ducrot :l’argumentation dans la langue .bruxelle.1988
2-الدراسة الفلسفية للموضوعة والنص. ترجمة عزيز الأزرق
3-olivier reboul :la rhétirique.que sais je.p 65.
3-ch.perleman.traité de l’argumentation.
5- الحسين سبحان:الأمثلة في درس الفلسفة. ديداكتيكا العدد 3 دجنبر 1992 ص 71




الوظيفة الديداكتيكية للحجاج في درس الفلسفة

*-الوظيفة الديداكتيكية للحجاج في درس الفلسفة.
كما هو معروف يتأسس الدرس الفلسفي الجديد، الذي اتخذ إسم درس المفهوم، على الأهداف النووية الثلاثة: المفهوم والإشكالية والحجاج. وكما هو معروف كذلك فإن الإشتغال على هذه الأهداف يعني تحقيق العمليات الثلاث: المفهمة والأشكلة والحجاج. فالمفهمة تحقق بناء المفهوم والأشكلة بناء وصياغة الأسئلة اعتمادا على أطروحات فلسفية، أما الحجاج فيهدف إلى الاقناع بمشروعية المفهوم والأسئلة من جهة، وتقديم أدلة على" حقيقة" الخطاب الفلسفي من جهة أخرى. ونريد في هذه الورقة أن نقف عند معنى الحجاج بمعناه الديداكتيكي والعمل على تحديد وظيفته داخل الدرس.
1- في تعريف الحجاج من وجهة ديداكتيكية.
يجب أن نقول أولا إن الاهتمام بالحجاج في الفكر الفلسفي المعاصر جاء في سياق النقاش حول أهمية البناءات الصورية المنطقية، ومدى صلاحيتها لتحليل الخطابات(1) فتبين محدودية اعتماد الآليات والأدوات المنطقية في تحليل خطاب يعتمد أساسا على اللغة الطبيعية(2) ذلك أنه لا يمكن معرفة بشكل مسبق مضمون ودلالة الألفاظ التي يتم استعمالها في إنتاج الخطاب وتوظيفه للتواصل، فهناك فائض لغوي لا يمكن التحكم فيه.هذا ما يفسر الاهتمام الذي لاقاه الحجاج مؤخرا، لكون الحجاج يركز في الخطابات على فائضه الدلالي في علاقته مع الشروط الخاصة والعامة للخطاب(3) ونعي بذلك شروط إنتاجه كخطاب له قوانينه الداخلية وشروط توظيفه العامة المرتبطة بالمتلقي الذي يتوجه إليه الخطاب. لا يهمنا الوقوف عند شروط الخطاب وظروف تلقيه بشكل عام، بقدر ما يهمنا معرفة الأدوار التي يقوم بها الخطاب كأداة حجاجية عندما يوظف لإثبات فرضية فلسفية داخل الفصل، وإقناع التلاميذ بأهمية أطروحة فلسفية أو الدفع بالتلاميذ إلى تبني موقف فلسفي.
هذه الوضعيات الثلاث التي تتكون من : الإثبات والإقناع والتبني، هي التي تظهر لنا وتحدد وظيفة الحجاج الديداكتيكية داخل الفصل.
*- فالوضعيات الأولى تهم الخطاب من حيث هو حامل لحجج تتشكل من آراء وأفكار ومفاهيم يقدمها المتلقي على أساس أنها دعامته الأساسية التي يعتمدها كخطاب فلسفي يتوخى إعطاء مشروعية لما يقدمه.
*-الوضعية الثانية، وهي وضعية الإقناع بحيث تتجاوز وضعية تقديم النص لقضاياه بهدف إثبات مشروعيتها إلى المطالبة بالإقناع " بصحة "و " حقيقة " و " يقينية " هذه القضايا.
*- أما الوضعية الثالثة، هي وضعية التبني والتي يطالب فيها الخطاب بأولويته المطلقة على الخطابات الأخرى ودعوة المتلقي إلى تبني موقفه الفلسفي.
هذه الوضعيات الثلاث توافق وتطابق الوضعيات الثلاث المرتبطة بتحليل الخطاب الفلسفي، وهي وضعية الوقوف على مفاهيم وأطروحات الخطاب ( الإثبات ) وضعية تحديد الإشكالية وأهميتها (الإقناع) ثم وضعية المناقشة والمجادلة (التبني). تكمن أهمية الجمع بين هذه الوضعيات وشكل تحليل الخطاب ، في عدم الفصل بين شكل الخطاب ومضمونه، حيث أن شكل الخطاب يوجه ويؤثر في طبيعة مضمونه، وهذا الأخير يرفع من قيمة الشكل الذي يوافقه.
هذه الوضعيات الثلاث تدفعنا من الوجهة الديداكتيكية إلى الوقوف عند هذه القولة التي يحاول من خلالها " كوسيطا " تحديد الحجاج عندما يتعلق الأمر بدراسة خطاب فلسفي، يقول " كوسيطا": لا يهم كثيرا في الفلسفة أن نعرف هل نبرهن أم نحاجج، بقدر ما يهمنا أن نعرف أن كل فيلسوف يستعمل أدوات وتقنيات لإعطاء المشروعية لأطروحة أو إثباتها، وهذه بدورها تضع الاختلافات التي تميزها إلى وحدة البنيات النظرية."(4) هذه الملاحظة أساسية بالنسبة لموضوعنا، فهي تؤكد على أن الوظيفة الديداكتيكية للحجاج ليس التمييز بين الآليات المنطقية والبلاغية... ولكن الوقوف عندما يجعل هذه الآليات المختلفة ( المنطق، البلاغة، أدوات تحليل الخطاب، سوسيولوجية الحطاب...) تخضع لوحدة الحطاب الفلسفي.
إذا أردنا أن نقدم تعريفا أوليا للحجاج من الوجهة الديداكتيكية، فإننا سنقول إن الحجاج هو الوضعيات التي يمارس فيها : الإثبات والإقناع والتبني.
2- وظيفة الحجاج في الدرس الفلسفي وآلياته.
أ- وظيفته:
يحدد منهاج مادة الفلسفة مجموعة من الأهداف لدرس المفهوم، ومن هذه الأهداف ما يتعلق بالحجاج، ومن الأهداف التي تدخل تحت نواة الحجاج يمكن أن نذكر الأهداف التالية:
1*-إبراز محدودية الدلالات اللغوية والمعجمية للمفهوم.
2*- معالجة الإشكالات الفلسفية عن طريق استدعاء أطروحات الفلاسفة ونظرياتهم.
3*- اكتساب التلميذ تشبعا وجدانيا بالقيم التي يتأسس عليها التفكير الفلسفي ويعمل على ترسيخها، وفي مقدمتها حرية التفكير والفكر المستقل القائم على العقل والحوار والتواضع والاحترام المتبادل(6)
يظهر أن هذه الأهداف الثلاثة التي عرضناها تركز على قضية أساسية وهي: إكساب التلميذ مجموعة من المهارات والكفايات" المنهجية والتواصلية"(7) حتى يكون قادرا على " الإبداع"(8)
وليس التطبيق الميكانيكي الآلي للكفاية، هذا ما يجعل أن الهدف من الوقوف عند الحجاج في درس الفلسفة هو تمكين التلميذ من اكتساب القدرة ثم الإدارة في الاعتماد على ذاته وقدراته، في إطار استقلال ذاتي يتجسد في صياغة خطاب أو القيام بسلوك أو العمل في إطار ممارسة تتسم ب "الإبداع" والتجديد. لهذا فإن الوقوف في درس الفلسفة عند الآليات الحجاجية وإبرازها للتلميذ بدون تحديد وظيفتها في الفلسفية في الخطاب الفلسفي وبدون بيان إمكانية اعتمادها من أجل" الإبداع" وليس " التقليد " يُعدّ عملا مجانيا. لهذا فإننا نعتقد أن تمكين نواة الحجاج من لعب دور ديداكتيكي فعال في درس الفلسفة، يتطلب الاهتمام بالكفايات والمهارات التي تساعد التلميذ على أن يبرز ويعالج ويناقش موقفا فلسفيا، وهو ما يرجعنا إلى الوضعيات الثلاث التي تحدثنا عنها سابقا وهي وضعيات : الإثبات والإقناع والتبني. فالتلميذ مطالب بأن يتخذ موقفا نقديا مما يعرض عليه، وهذا الموقف النقدي لا يهدف إلى ممارسته نقدا مجانيا وسلبيا، بل تمكين التلميذ من أجل أن يكون قادرا على " تفكيك " الخطاب الفلسفي إلى مفاهيمه وقضاياه وأطروحته وأسئلته في مرحلة أولى، ثم يقوم بعد ذلك باتخاذ موقف " إيجابي: بتبني أطروحة ما يعرض عليه أو أطروحة مغايرة، وأن يكون قادرا على الدفاع على اختياره.
ب- آلياته (9) تطبيق:
نريد أن نقف عند نص ديكارت لكي نطبق عليه الوضعيات الثلاث عندما نتحدث عن نص ديكارت، فإننا نعني بذلك خطابا منسجما منسقا يعرض علينا موقفا فلسفيا يدعونا إلى تبنيه في الأخير، الموقف الذي يدعونا ديكارت إلى تبنيه هو القول إن الإنسان هو الكائن العاقل والمفكر الوحيد، وهذا يجعل منه الكائن الوحيد الذي يتكلم. إذا أردنا أن ندرس هذه الأطروحة اعتمادا على الوضعيات الثلاث فإننا نجد:
1)-وضعية الاثباث: يعتمد النص في اتساقه وانسجام مفاهيمه وقضاياه وآرائه على تعارض بين الإتسان والحيوان مما ينتج عنه:
أ- الأزواج المفهومية:
-العقل / غياب = الانفعالات
- الوعي / البرمجة / الانفعالات
- الكلام / الحركات الطبيعية
- الإبداع / التقليد
ب- الشخوص المفهومية:
الصم البكم،القردة، الأطفال البلهاء..الأغبياء الببغاء، العقعق، الحيوان، الإنسان...
ح- الآليات المفارقة: المماثلة، النقد،استعمال المثال..
2- وضعية اّلإقناع:يود ديكارت من الأمور السابقة إعطاء مشروعية لإشكاليته وجعلها تتسم بطابع " الحقيقة "و " الصحة " وهو يعتمد بذلك على الدفع بالمتلقي إلى الانطلاق من ذاته كإنسان، وهذا هو منطلق الديكارتية أساسا، وبالتالي توظيف تجاربه كمدخل لإبرازمشروعية الإّشكالية التي يعالجها، وهذا يظهر عندما يقول ديكارت:" مما يستحق الذكر أنه ليس من الناس...منهم من لا يقدرون على تأليف كلمات مختلفة"....
-" لأن المرء يرى العقعق والببغاء تستطيع أن تنطق ببعض الكلمات مثلنا ولكنها مع ذلك لا تستطيع أن تنطق مثلنا"
-" ولما كان من الملاحظ التباين بين أفراد النوع الواحد من الحيوان كما في أفراد الإنسان...فإنه لا يصدق أن قردا أو ببغاء من أكمل نوعه يكافئ في ذلك طفلا من أغبى الأطفال"
-" أن تتفاهم معنا كما نتفاهم مع أمثالنا"
يود ديكارت إذن أن يقنعنا بصحة وحقيقة ويقينية أطروحته، وبالتاليبمشروعية إشكاليته، وهذا ما يفسر أن خطابه منسوج بواسطة الأمثلة والمقارنة.
3- وضعية التبني:
كما هو معروف فإن ديكارت صاحب مذهب فلسفي عقلاني، وهذال معناه أن النص الذي خصه لمسألة اللغة يهدف منه أن يجعلنا نتبنى هذا المزقف والذي يرجع إلى الإيمان بالعقل ومكا يرتبط به من وعي وحرية وفعل...أي كل السمات التي تميز الإنسان باعنباره حيوانا عاقلا والتي صاغها ديكارت في قولته المعروفة" أنا أفكر إذن أنا موجود"
الخلاصة التي يمكن أن نصل إليها وهي أن ديكارت يهدف إلى جعلنا نتبنى الموقف الفلسفي الذي يؤمن بقوة العقل والفكر، لأن الإنسان هو الوحيد فوق الأرض الذي هو العاقل، ولا يوجد هناك من ينافسه.
الهوامش:
1-frederic cossitta:descartes et l'argumentation philosophique.puf p.9
2- رويض محمد:حول مفهوم الحجاج في الفلسفة. مجلة نقد وفكر ع 26 ص 38.
3- pirre oleron: l'argumentation.puf p 8
5- fre-cossitta. ibid p 22
--6- المنهاج 1996




للتواصل معنا

kassebi.chedli@gmail.com

التوقيت بالعالم