إصلاح نص دوركايم حول الدولة

إصلاح نص  دوركايم حول الدولة
المقدمة:
* التمهيد:
ـ إمكانية أولى: إذا كانت الحداثة السياسية قد بدأت معتقدة لدى جلّ منظريها في مفهوم العقد الاجتماعي فإنها قد انتهت متظننة عليه.
إمكانية ثانية: يمكن الانطلاق من ما يشهده الواقع الاجتماعي اليوم من فوضى وعنف مم يدعو إلى إعادة التفكير في الروابط الاجتماعية على نحو يجعلها تستجيب إلى مطلب القيم.
* الإشكالية:
ما مدلول التعاقد الاجتماعي؟ وما مبررات اعتراض الكاتب على القول به؟ و علام تقوم الروابط الاجتماعية لديه؟ وهل من مجال للحرية الفردية في هذا التصور للمجتمع؟
الجوهر:
* التحليل:
يمكن تحليل النص وفق التمشي التالي:
مدلول العقد الاجتماعي:
ـ بيان أن نظريات العقد الاجتماعي على تباينها تسلّم جميعا بأنه ثمّة حالة طبيعية قد سبقت الحلة الاجتماعية وبأن هذه الأخيرة نتيجة الاتفاق أو الواضعة.
ـ العقد الاجتماعي هو اتفاق يبرمه الأفراد فيما بينهم يتنازلون بمقتضاه عن حقهم في أن يسوسو شؤونهم بأنفسهم للدولة بُغية إدارة حياتهم والتخلّص من حالة الفوضى والتوحش.
ـ الإرادة مقوّم أساسي من مقومات فكرة العقد الاجتماعي التي ينبثق عنها المجتمع.
مآخذ دوركايم على نظريات العقد الاجتماعي:
ـ فكرة العقد الاجتماعي لا شأن لها بالواقع: غير قابلة للملاحظة وبالتالي فهي منافية للموضوعية.( علما بأنه بالنسبة إلى دوركايم كما بالنسبة إلى الوضعيين عامة لا علم حيث لا ملاحظة).
ليس ثمة في تاريخ تطور المجتمعات ما يثبت صحة هذه الفكرة: إذن هي فكرة يكذّبها الاحتكام إلى التاريخ مثلما يكذبها الاحتكام إلى الواقع.
ـ ليس اندماج الفرد في المجتمع وليد اختياره الحر والإرادي وإنما هو نتاج حتمية اجتماعية: ليس الفرد حرا أن يقبل أو لا يقبل بالانخراط في الحياة الاجتماعية.
ـ القول بالتنازل ينطوي على تمثل خاطئ للعلاقة بين الفرد والمجتمع مفاده أن للأول أولوية على الثاني والحال أن العكس هو الصحيح.
ـ يحقق المجتمع تماسكه واستمرار يته بما يمارسه على أعضائه من ضغط وما القبول التلقائي بالمقتضيات الاجتماعية الا أمر ثانوي مكمّل للضغط وليس بديلا له كما تزعم نظريات العقد الاجتماعي.
النّقاش:
* المكاسب: يمكن تثمين هذا النص:
ـ بيان أن دحض فكرة العقد الاجتماعي دحضا للمسلّمة الضمنية التي قامت عليها وهي الإعتقاد في وجود طبيعة بشرية ثابتة وهو ما كرسته تيارات الفكر المعاصر.
أ اعتبار المجتمع موضوعا للتفسير العلمي لا للتأمل الميتافيزيقي الذي لا تترتب عنه حلول عملية ناجعة للمشاكل الاجتماعية.
ـ تحفظ الكاتب على ما يعمد إليه الفلاسفة من استبدال للتاريخ الفعلي بتاريخ مفترض دعما منهم لنظرياتهم.
* الحدود: يمكن تنسيب موقف الكاتب بالإشارة إلى:
ـ انتصارا منه لمبدأ الحتمية في العلم ينتهي دوركايم إلى نفي الحرية تماما والحال أنها حقّ أساسي لا سبيل للتنازل عنه كما أقرّ بذلك أحد منظري العقد الاجتماعي وهو رسو.
ـ إن فكرة العقد لم تفقد راهنيتها حيث تستعيدها العديد من المقاربات الفلسفية المعاصرة في سياق دفاعها عن نموذج اجتماعي مبني على التواصل والوفاق، كما أكد ذلك هابرماس.

الأستاذ: الشاذلي الكسّابي

للتواصل معنا

kassebi.chedli@gmail.com

التوقيت بالعالم