الخصوصية و الكونية


محور : الإنساني بين الوحدة  و الكثرة :
                           مسألة :  الخصوصية و الكونية

التخطيط للمسألة :
مدخل إلى التفكير في المسألة   :   وضعية استكشافية ثانية
1 ـ  الإنساني بين الخصوصية و الكونية :
أ ـ دلالة الخصوصية :  نص الهوّية الإنسانية        ص 168
      ب ـ  دلالة الكونية    : نص البشر مواطنو عالم واحد      ص 198
2 ـ  أبعاد  العلاقة بين الخصوصية و الكونية :
أ ـ التناقض و الصدام :   نص : مخاطر الهيمنة
                                                                                                           نص : عنف العالمي
     ب ـ الاختلاف و التواصل : نص الوحدة و التنوع  .
3ـ  المسألة الإيتيقية : لقاء الإنسان بالإنسان     بول ريكور



                                          
مدخل إلى التفكير في المسألة :

                               السند : وضعية استكشافية ثانية  كتاب الفلسفة شعبة الآداب  صفحة : 165
                                   حوار بين الدكتور هاشم صالح و الفيلسوف جاك دريدا .
موضوع السؤال و خلفياته  :  
السياج المنطقي و المركزي الخاص بثقافة معينة .
    +لا يتعلّق الأمر بحدود جغرافية للثقافة و لا بحدود تاريخية أو دينية أو تقنية  ...
    +لا يتعلّق الأمر بالبحث في الثقافة من جهة ما هو عرقي .
يتعلق الأمر بالسياج المنطقي المركزي لثقافة ما  أي ربط الثقافة بالبعد العقلي المنطقي  ما وظيفة هذا السياج؟   
    +أنه يحمي الثقافة من عدوى الثقافات الأخرى ؟ ـــ ما المقصود بالعدوى ؟
 ينتمي لفظ العدوى إلى المرجعية الطبيّة و يرتبط  بانتقال خاصية ما لجسم لا توجد فيه هذه الخاصية .
معلوم أنّ الأجسام الهشة أكثر قابلية للعدوى بمجرد حصول العدوى يصاب الجسم بالمرض و تتشابه كل الأجسام و تتماثل . كيف نفهم ذلك ؟
  لا يتعلق الأمر بمرض أو بفيروسات و إنما يتعلّق بإمكانية افتقاد ثقافة ما لخصوصياتها فتتحوّل حينها إلى خليط أو هجين  ــــــــ  خطر التشابه الذي يفقر الثقافة و يميتها .           
 معنى ذلك أن هذا السياج يمثل حماية لهذه الثقافة .
 +    يجعلها تلتفّ حول نواتها الصلبة ـــ النواة مفهوم علمي قد يشير إلى الذرة التي تتكون من نواة و الكترونات و بروتونات وظيفة هذه النواة أنها تمثّل مدار بالنسبة إلى المكوّنات أي أن خروج مكونات الذرة عن النواة يّدمر الذرة لأجل ذلك كانت مكونات الذرة في حالة توازن و تجاذب بحكم الشحنات الموجبة و السالبة و هو الأمر الذي  يبقيها في حالة تماسك  ــــ  كيف نفهم ذلك ؟
السياج المنطقي هو الذي يشّد مكّونات ثقافة ما إلى نواتها الصلبة بحيث يحفظها من إمكانية الانهيار و التلاشي
السؤال الآن : بأي معنى يكون هذا السياج منطقي ؟
ـ السياج المنطقي المركزي الذي لا يرتبط بمحددات الصدفة او التعاقد أو الاعتباطية
ـ يرتبط بمحددات العقل أي بقوانين التفكير تفكيرا سليما، القوانين التي تضمن  للتفكير قدرته على التفاعل مع القضايا التي تعترضه إنشغالا و حسما بهذا المعنى تكون الثقافة في حالة حياة
{الصحّة + الانسجام }  
السؤال يرتبط إذن : هل أن هذا السياج يوجد عند كلّ الثقافات أم هو خاص بالثقافة الغربية ؟
إذا كان هذا السياج عاما كيف نفسّر حينها العدوى التي أصابت بعض الثقافات و أفقرتها و إذا كانت خاصة بالغرب فحسب هل يبرّر ذلك للثقافة الغربية أن تتحوّل إلى مصّدر للعدوى إذن ؟؟
  موضوع الإجابة و أبعاده :
  تحديد دلالة المنطقية المركزية
+ من حيث معناها : يشير هذا المفهوم إلى ارتباط هذا السياج بالعقل بلغته و خطابه الأمر الذي يجعل الثقافة عقلانية في مستوى تفاعلها مع التحديّات التي تعترضها.
+ من حيث منشئها :يعود هذا اللفظ إلى جذور إغريقية طالما أن الإغريق هم الذين أبدعوا اللوقوس في مقابل الميثوس و السفسطة .
يمكن حوصلة إجابة دريدا في الآتي :
+ أنّ  الثقافة الغربية هي وريث الإغريق لا بمعنى أنها حافظت على التراث الإغريقي و إنما بمعنى أنها واصلت إحياء المنطق و التفكير العقلي راهنا .{ س 5 }بهذا المعنى يكون سياج الثقافة الغربية منطقي .
+ أن للثقافات الأخرى سياجاتها الخاصة بها،و التي تميّزها عن غيرها.و قد تكون أسطورية أو فنيّة ..
+أن الثقافة العربية أو العربية الإسلامية ربما كان لها سياجها المنطقي حينما انفتحت على المنطق    و العقل اليوناني و خاصة في القرنين الثالث و الرابع هجريين .. معنى ذلك أن :
    ° أنها لم تستعد المشاكل و الإجابات التي  قدمّها الإغريق ــ ترجمة المشاكل و الحلول .
    ° أنها لم تنغلق على ذاتها و قطعت مع التأثيرات اليونانية ــ رفض المختلف و المغاير
    ° أنها فكرّت من خلال مقتضيات العقل و شروطه في قضاياها الخاصة .  ــ
 لماذا استعاد دريدا المعطى التاريخي للإجابة عن مقصد السؤال؟
  ربما ليبينّ أن السياج المنطقي الذي وجد في الثقافة العربية  ارتبط بلحظة إبداعها التاريخي القرن 3 و 4  و بتوقف هذا الإبداع فإن هذه الثقافة لا يمكن أن تكون حيّة بل في حالة نوم أو سبات و هو الضمني في الإجابة التي قدمها دريدا .     
ما هي الإشكاليات التي تثار في هذا المستوى؟
+ ما الذي يحمي ثقافة ما من التلاشي و الانهيار ؟
+ كيف تتكون الثقافة و هل يمكن أن تتشكل  بمفردها ؟
+ هل أن إبداعا ثقافيا ما لا يمكن أن يكون إلا خاصا أم أنه إنساني بالضرورة ؟
+ متى تكون ثقافة ما في حالة حياة و متى تكون في حالة نوم  و متى تكون في حالة موت ؟
+ هل يجب على الثقافة الحيّة أن تخشى على نفسها من التلاشي و الاندثار ؟
+هل يمثّل الانفتاح على الآخر الثقافي خطورة على الخصوصية الثقافية ؟
+كيف السبيل إلى الدفاع عن الخصوصية في واقع يبشرّ بالعولمة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ  العنصر الإشكالي :الإنساني بين الخصوصية و الكونية :
أ ـ دلالة الخصوصية :

تأطير :
   هل من الوجيه أن يتساءل الإنسان عن هويّته ؟ و متى يتضاعف هذا التساؤل في حضور الآخر أم في  غيابه ؟
 لاشكّ أن التساؤل عن الهوّية تساؤل ملحّ و له وجاهته في إطار تفكير الإنسان في ذاته .. و لاشكّ أنه يزداد إلحاحا لحظة التقائنا مع الآخر و انفتاحنا عليه و اكتشافنا لأوجه اختلافنا عنه إذ  يجعلنا ذلك نتعرف على ذواتنا   و كأننا نلتقي معها لأوّل مرةّ .. و حال الفرد يصدق على حال الثقافات فعلى أي معنى تقال الهويّة ؟  و كيف يمكن تحديد هويةّ الإنساني دون عوائق ترتبط بالتقاطع بين  الخصوصية و الكونية ؟

النــــــــــص: في الهوّية الإنسانية
             الكاتــــــــــب: أريك فروم     صفحة : 168
أوّلا : المستوى الإشكالي :
  ـ تحديد المشكل :  ما هو السؤال الذي يجيب عنه النص ؟
الهوية الإنسانية    
  ـ أبعاد المشكل :  بأي معنى يمثّل ذلك مشكلا أو ما وجه الإشكال في هذا السؤال ؟
الوجود ــ هوية الأنا ـ و التملّك ــ هوية الذات ــ
  ـ صياغة الإشكالية : كيف يمكن التعبير عنه على نحو  تساؤلي ؟
كيف السبيل إلى تحديد الهوية الإنسانية هل من خلال الوجود أم من خلال التملك ؟ هل هي هوية الذات أم هوية الأنا ؟ و هل في الإقرار بوجود شروط تحققّ الهوية ما يمنع تأزمها ؟ و ما مدى وجاهة الحديث عن هوية بالمعنى الإنساني راهنا ؟؟
  ـ قيمة المشكل  : ما الذي يدعوا فلسفيا إلى الاهتمام بهذا المشكل ؟ {القيمة النظرية أو العملية }
ـ نظريا البحث في شروط تحقق الهوّية و اعتبار أن الهوية ليست معطى مسبق .
ـ عمليا : أن الإنتماء إلى هوّية ما هو انتماء يجب أن يكون و أن يظّل يقظا و حيّا .
ثانيا : المستوى  التحليلي:
الأطروحة المثبتة : ما هو الموقف الذي يدافع عنه الكاتب في نصّه ؟
إن الهوية الإنسانية تتحققّ داخل التجربة التلقائية التي تكون بمقتضاها الأنا فاعلة .
بنية النـــــــــــص : ما هي المراحل التي اعتمدها في دفاعه عن موقفه ؟
تحديد دلالة الهوّية  
الإشكاليات المرتبطة بالهوية و كيفية تجاوزها
تفصيل القضايا الاشكالية :
تحديد دلالة الهويّة :
إنّ الانشغال بتحديد دلالة الهوية استدعي من الكاتب اختيار مسلك أو أفق مساءلة لاسيما
و أنّ هذا المطلب إنما يمكن أن يتحققّ من خلال مسالك متعددة .  
يمكن التذكير بمسلك المقاربة المعجمية مثلا و الذي ينصّ على اعتبارها :
ما به يكون الشيء هو نفسه ، أي أنها تعبّر عن خاصية المطابقة مطابقة الشيء لنفسه
و قد أورد معجم روبير الفرنسي مواصلة لهذه الدلالة بأن الهويّة تدلّ على الميزة الثابتة في الذات ،ميزة ما هو متماثل سواء تعلّق الأمر بعلاقة الاستمرارية التي يقيمها فرد ما مع ذاته أم من جهة العلاقات التي يقيمها مع الوقائع على اختلاف أشكالها .
لا يسلك الكاتب هذا المسلك و إنما يبحث في "الهويّة بالمعنى الإنساني " من خلال :
  أ ـ البحث في شروط تحققّها :
+ التجربة التي يقوم بها الإنسان و التي توجد في النشاط التلقائي للأنا و ليس النشاط الذي تكره الأنا على القيام به تحت أي ضغط أو إكراه .
+التفكير النقدي و العقل اليقظ الذي يشهد على  فاعلية الأنا و تخلصّها من الانفعال و السلبية ، بحيث تتمكّن من تنظيم جميع نشاطاتها ــــ لأجل ذلك يفضح فروم كلّ أشكال التنويم التي تمارس على الإنسان لأنها تفقده هويته .
استنتاج  :الهوية الإنسانية هي إذن إحساس بالأنا كقطب فاعل في داخل النفس و هو الإحساس الذي يشد الإنسان إلى الوجود و يجعله في حالة عطاء .
  
ب ـ التمييز بين:
+ هوّية الأنا :تتعلق بالوجود و الكينونة أي بالنشاط الذي يقوم به الأنا و يجعله مرتبطا ارتباطا حقيقيا و أصيلا بالعالم   بل و يجعله مندمجا في شخصيته مقيما فيها لا مغادرا لها .
+ هوّية الذات : تتعلق بالتملّك  أي أن ذاتي لا تتحدد بالنسبة إلى إلا من خلال ما أملك { الجسد المال البيت الأولاد ... } معنى ذلك أنني أملك ذاتي مثلما أملك أشياء أخرى بل أملك ذاتي حينما أملك الأشياء الأخرى بهذا المعنى تكون ذاتي مادة أو شيئا.
استنتاج : إن الهوية الإنسانية يمكن أن تكون تملكا كما يمكن أن تكون كينونة.
السؤال إذن لماذا اختار الكاتب متابعة تحديد دلالة الهوية وفق هذا الإمكان و استبعد إمكان تحديدها معجميا إذن؟
نظرا لأن التحديد المعجمي يكتفي بتقديمها على نحو عام دون أن يفصل القول فيها
نظرا لأن التحديد المعجمي لا يركّز على الهوية التي هي في لحظة فعل أو حياة بقدر ما يركّز على الهويّة المجرّدة من بعدها التاريخي الواقعي . 
الإشكاليات المرتبطة بالهوّية و كيفية تجاوزها  :                                                                                                           
 أ ـ من حيث أسبابها تعود إلى نشأة المجتمع الاستهلاكي حيث سادت بيروقراطية جديدة قائمة على التنميط  و تعتمد على تغييب المشاعر الإنسانية و كان من نتائجها هجوم ضاري على الإحساس بالواقع أصبح يلاحق الأفراد في كلّ وقت وفي كلّ مكان  ، و يحوصل فروم مظاهر الأزمة في
    +  الحرمان من الوجود و الكينونة بالانسياق الكلي وراء التملك  معنى ذلك أن الوفرة التقنية و جنون  الاستهلاك  لم يفعل إلا أن حرم الإنسان المعاصر هويته الحقيقية و حوله إلى كائن الفراغ 
   +  اعتبار الإنسان مادة أو شيئا أي تمّ إفراغه من كل أبعاده الروحية من الأمل و الإيمان من" الصفاء الذهني  و التفكير النقدي و استقلالية الوجدان "
ب ـ من حيث تجاوز الأزمة : يعتبر فروم أنه :
           ــ لا بدّ من إعادة إحياء الإنسان بإعادته إلى جوهر كينونته وبتخليصه من كل أشكال التنويم التي أفرغته من داخله و سلبته جوهره .
 ــ لا بدّ من تحويل الانسان المسلوب إلى كائن مكتمل بالحياة إحياء الأمل بوصفه امتلاء حالة من اليقظة أو هو الخلاص و الثورة  مع ما يشترطه ذلك من فعالية و جهد .
استنتاج إن بناء هوية إنسانية مشروط بالنشاط الذي يعيد الإنسان إلى الحياة
ثالثا :المستوى الإنشائي :
قراءة نقدية :
      ـ المكاسب : ما هي أهم الأفكار التي يمكن أن نغنمها بعد تحليلنا لهذا النص ؟
+ أن الهوية تتجاوز مستوى الإحساس لكي تكون وجودا فاعلا و تفكيرا يقظا
+عدم حصر الهوية في تحديد مجرّد  و التفكير فيها وفق ثنائية المظهر والمفهوم ثنائية أن نملك أو أن نوجد ؟
     ـ الحدود     : أي فكرة في النصّ  تفتقر  إلى الوجاهة ؟
                      أي ضمنية يستند إليها موقف الكاتب و تمثّل مجالا خلافيا ؟
                     ما هي استتباعات  موقف الكاتب على المجال النظري أو العملي و تمثّل نقطة نقص ؟
ما مدى وجاهة التأكيد على إمكانية وجود هوية إنسانية ؟
في ظل واقع تقني يتفنن في أساليب الإكراه و التسلّط و يتحكم لا فقط في الجانب الثقافي المكتسب للإنسان بل و حتى في جانبه الغريزي الفطري  يصبح من الصعب الإقرار بأن هوية الإنسان يمكن أن تكون تلقائية أو أن تكتشف في التجربة . إن ذلك لا يجب أن يفضي إلا إلى مضاعفة الانشغال و التفكير مع الكاتب في الاجرائيات التي يمكن أن تعيد الإنسان إلى الحياة .
تمرين : منهجي أو  معرفي  أو  حوار موجّه  بأسئلة حول إشكالية أثيرت في التحليل أو في الحوار:
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ  العنصر الاشكالي :الإنساني بين الخصوصية و الكونية :
أ ـ دلالة الكونية :

تأطير:
إذا كانت المواطنة هي ما يحددّ منزلة الفرد و قد أصبح بحكم انتمائه إلى الدولة جزءا من سيادة الشعب يحظى بحقوق سياسية و عليه واجبات فإن التأمّل الفلسفي منذ بدايته التاريخية قد سعى إلى تحريره من ضيق هذا الانتماء الذي يجعله في صراع ضدّ كيانات سياسية مغايرة و يجعله ينتمي للكون بأسره فيكون قانونه الحقيقة و شركاؤه في المواطنة البشر جميعا دون تمييز أو إقصاء ..

                                   النــــــــــص:    البشر مواطنو عالم واحد
                                    الكاتــــــــــب:ابيكتات
أوّلا : المستوى الإشكالي :
  ـ تحديد المشكل :  ما هو السؤال الذي يجيب عنه النص ؟
    دلالة المواطنة .
  ـ أبعاد المشكل :  بأي معنى يمثّل ذلك مشكلا أو ما وجه الإشكال في هذا السؤال ؟
المواطنة : ترتبط بالمدينة ـــ تكون حينها محدودة  / المواطنة ترتبط بالعالم ـــ يكون لها شروط أخلاقية .
  ـ صياغة الإشكالية : كيف يمكن التعبير عنه على نحو  تساؤلي ؟
بأي معنى يكون الإنسان مواطنا في العالم ؟ هل حينما ينشد إلى ركن مدينته التي ولد بها أم حينما يعلن أنه من العالم ؟و ما مدى وجاهة الشروط التي يحددها ابيكتات للمواطنة ؟
  ـ قيمة المشكل  : ما الذي يدعوا فلسفيا إلى الاهتمام بهذا المشكل ؟ {القيمة النظرية أو العملية }
ـ نظريا : التفكير في مشكل المواطنة و في شروطها و في أسباب انحراف دلالتها .
ـ عمليا : إن الحضور في العالم يقتضي الانخراط  في الكونية  
ثانيا : المستوى  التحليلي:
الأطروحة المثبتة : ما هو الموقف الذي يدافع عنه الكاتب في نصّه ؟
 إن البشر مواطنو عالم واحد
بنية النـــــــــــص : ما هي المراحل التي اعتمدها في دفاعه عن موقفه ؟
الأسس الميتافيزيقية  للقول بالمواطنة الكونية
دلالة المواطنة الكونية
تفصيل القضايا الاشكالية :
الأسس الميتافيزيقية للقول بالمواطنة الكونية :
يقوم التصور الرواقي على
ـ تصور للإنسان في :
بعده الذاتي : إن الانفعالات ليس لها ثبات فهي متحوّلة متبدلة و من ثمة لا يمكن اعتبارها قانونا ، الثابت الوحيد في الإنسان هو العقل لذلك فإنه طبيعة الإنسان و قانونه أو بكلمة أخرى العقل هو قانون الطبيعة في الإنسان .
علاقته بالآخر : يقول ابيكتات " ألا تعرف أنه كما أن القدم إذا ما فصلت عن الجسد لا تعود قدما أنت كذلك لا تبقى إنسانا إذا انفصلت عن الآخرين " واضح إذن أن ابيكتات يتمثل العلاقة بين الإنسان و الآخر في بعدها العضوي و معنى هذا أنه لا يفكّر في الإنسان الفرد بقدر ما يفكر في الإنسان الجمع .  
ـ تصّور لعلاقة الإنسان بالله : إنها علاقة قرابة و لا ترتبط القرابة عند إبيكتات بالعرق أو بالمناصب { أقرباء القيصر ، أو شخصية مرموقة }و إنما بالقرابة من الله ، فالإنسان الذي هو بطبيعته عقل يشارك اللّه في طبيعته دون أن يتماثل معه أو يتماهى إذ يظّل الفاصل بين الإنسان و الله قائما إن من خلال الجسد و إن من خلال الألم والموت .
معنى ذلك أن " الكائنات العاقلة ... قريبة من اللّه بالعقل و هي وحدها التي تشاركه بطبعها في حياة موحّدة "إن الله وفق التصّور الرواقي هو " الخالق و الأب و الحامي "  و هو بذلك ما يخلّص الإنسان من الشقاء  و الخوف.
    دلالة المواطنة الكونية :
 لأن الإنسان وحده العاقل بين جميع الكائنات الأخرى فإنّه بذلك يقترب من اللّه بحيث يصبح العالم" المجموعة المؤلّفة من اللّه و البشر "  و هو ما يعني :
+ أنّ على الإنسان أن يقبل أقداره و أن لا يسعى إلى رفضها أو التخلّص منها و أن عليه أن يعيش في انسجام مع قانون الطبيعة ، أي أن يميّز بين الأشياء التي أمرها بيدنا شأن الرغبة و النفور  و أخرى لا سلطان لنا عليها شأن السمعة و ألقاب الشرف ..أي أن الحكيم الرواقي حتى و إن كان عبدا فإنه  يتساوى مع القيصر في العقل و هو ما يعني أنه سعيد حتى و لو كان يشوى في تمثال ثور فالاريس { أحد الطغاة في جزيرة صقلية في القرن 6 ق م كان يشوي ضحاياه في تمثال ثور من البرنز المفرغ } ـــ السعادة في أن يقبل المرء أقداره .   
+ أن ّ أي فرد من أفراد الجنس الإنساني يتساوى مع أي فرد آخر نظرا لاشتراكهما في الميزة الإلهية التي اختصّ بها  البشر و هي العقل . فلا فرق إذن بين حرّ و عبد أو بين رجل و امرأة أو بين يوناني و كورينتي . لأجل ذلك استعاد ابيكتات  إجابة سقراط عن سؤال من أيّ بلد هو ؟و التي كانت إنه من العالم .
+ أن وجود الإنسان وجود غائي أي بهدف المجموعة يقول إبيكتات " من أجل الكلّ { المجتمع الإنساني } عليك أن تتحمّل المرض أحيانا و تغترب و تخاطر أحيانا أخرى و تفتقر و تموت قبل الأوان إذا اقتضى الأمر " بهذا المعنى يكون المجتمع واقعا طبيعيا و ليس كيانا اصطناعيا و تكون السعادة جماعية و ليست فردية إذ أن ما لا ينفع خليّة النحل لا ينفع النحلة  .
أن الرواقية تنتهي إلى نزعة كسموبوليتية  Cosmopolis و هي مفهوم مركّب من لفظين يونانيين Cosmos ومعناها الكون و  polisومعناها المدينة فيكون حاصل جمعهما المدينة الكونيّة أو العالم كله باعتباره مدينة واحدة.يقول زينون " الناس كلّهم مواطنو العالم ... العالم موطن الإنسان و الإنسان مواطن العالم "
ملاحظة : يبدو أن تأثّر الإمبراطور الروماني مارك أورال  Marcus Aurelius بالأخلاق الرواقية و بتصور المدينة الكونية هو ما دفعه إلى تغيير شروط المواطنة إذ بعد أن كانت المواطنة الرومانية حكرا على أبناء روما فحسب أصبحت تمنح لجميع رعايا الإمبراطورية الممتدّة من بلدان الشرق الأوسط  و اليونان إلى بلدان أوروبا الغربية .  
ثالثا :المستوى الإنشائي :
قراءة نقدية :
      ـ المكاسب : ما هي أهم الأفكار التي يمكن أن نغنمها بعد تحليلنا لهذا النص ؟
+ أن الكونية من وجهة نظر فلسفية تتجاوز الحدود الجغرافية و العرقية لتكون إقامة في العالم .
+أن المساواة ترتبط بالعقل و حضوره عند الإنسان مطلقا .
     ـ الحدود     : أي فكرة في النصّ  تفتقر  إلى الوجاهة ؟
                      أي ضمنية يستند إليها موقف الكاتب و تمثّل مجالا خلافيا ؟
                     ما هي استتباعات  موقف الكاتب على المجال النظري أو العملي و تمثّل نقطة نقص ؟
إذا ما تجاوزنا الأساس الميتافيزيقي للفلسفة الرواقية هل يمكن الحديث عن مواطنة عالمية أو كونية ؟
يبدو أن تصور ابيكتات للإنسان و من ثمة لمفهوم المواطنة العالمية لا ينسجم والواقع التاريخي المعيش نظرا لأن تجسّد القرية الكونية  و إذ سعى إلى إلغاء الفوارق الجغرافية 
و الثقافية فإنه لم يفلح في إلغاء نزوع الإنسان إلى العدوان و  غريزة التملّك التي تجعله دائما يقيم جدارا عازلا بينه و الآخر الذي يختلف عنه .
تمرين : منهجي أو  معرفي  أو  حوار موجّه  بأسئلة حول إشكالية أثيرت في التحليل أو في الحوار :

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2ـ  العنصر الإشكالي :أوجه العلاقة بين الخصوصية و الكونية :
أ ـ التناقض و الصدام  :

تأطير:
إذا كان النزوع إلى العدوان خاصية الإنسان الغريزية مثلما يعتقد ذلك الرأي الشائع،فهل يعني ذلك أنّ التحوّل من الغريزة إلى  الثقافة خلّص الإنسان من العنف و الصدام أم أنّ نشأة الاجتماع الإنساني عمّق من العنف و الصدام ؟

النــــــــــص 1: مخــــــاطر الهيــمــنة
الكاتــــــــــب: صاموبل هــنـتنـقـتــون

أوّلا : المستوى الإشكالي :
  ـ تحديد المشكل :  ما هو السؤال الذي يجيب عنه النص ؟
    العلاقة بين الحضارات
  ـ أبعاد المشكل :  بأي معنى يمثّل ذلك مشكلا أو ما وجه الإشكال في هذا السؤال ؟
ـ علاقة هيمنة و إخضاع
ـ علاقة تدافع من خلالها الحضارة عن خصوصيتها .ـــ علاقة صدام
  ـ صياغة الإشكالية : كيف يمكن التعبير عنه على نحو  تساؤلي ؟
ما طبيعة العلاقة بين الحضارات هل هي علاقة هيمنة و سيطرة تدّعي الكونية ؟ و إذا ما ارتبطت هذه العلاقة بنتيجة غير أخلاقية هل يعني ذلك التشريع لحالة السلم ؟
و ما مدى وجاهة اعتبار الكاتب أن الأمبريالية هي الوجه الوحيد للكونية ؟     
  ـ قيمة المشكل  : ما الذي يدعوا فلسفيا إلى الاهتمام بهذا المشكل ؟ {القيمة النظرية أو العملية }
ـ إعادة رسم أفق علاقة مع الآخر من خارج حدود الهيمنة و التسلّط .
ـ إن الكونية إدعاء لا يمكن أن يتحققّ و من ثمةّ وجب الدفاع عن الخصوصية الحضارية . 
ثانيا : المستوى  التحليلي:
الأطروحة المثبتة : ما هو الموقف الذي يدافع عنه الكاتب في نصّه ؟
إنّ الهيمنة فكرة غير أخلاقية في نتائجها
بنية النـــــــــــص : ما هي المراحل التي اعتمدها في دفاعه عن موقفه ؟
+ ملامح التصور الذي يقرّ بعلاقة الهيمنة .
+ أوجه بطلان هذه العلاقة
تفصيل القضايا الإشكالية :
ملامح التصور الذي يقرّ بعلاقة الهيمنة :
ينطلق هانتنقتون من قراءة لأطروحة تعتبر أن الشعوب غير الغربية ينبغي عليها أن تتبنى القيم و المؤسسات
و الثقافة الغربية.   كيف يمكن فهم هذه الأطروحة ؟
+ أنها تقوم على تمييز بين الثقافة الغربية التي تجمع بين أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية و الشعوب غير الغربية ـــــ ثقافة و شعوب
+ أنها تقوم على تراتبية أو على تفاضل تكون بمقتضاه الثقافة الغربية وصيّة على الشعوب التي لا ثقافة لها وصاية تستدعي حقا مطلب التثقيف .ـــ يرتبط الأمر بتفوّق ثقافة ما و اعتبارها مركزا و نموذجا و معيارا به نحكم على مدى تحضّر الشعوب الأخرى .
يقول كلود ليفي ستروس " تنمو الحضارة في دائرة النفعي و تنمو الثقافة في دائرة القيمي " و معنى ذلك أن الثقافة هي نمط عيش مجتمع ما في زمن ما بينما الحضارة فإنها المظهر الثقافي لمجتمع ما .
 أوجه بطلان علاقة الهيمنة :   
يختبر الكاتب الأطروحة بالنظر في نتائجها و معنى ذلك أن الاختبار :
+ لا يتعلّق بالنوايا أو المقاصد أي باعتبارات ذاتية لا علاقة لها بما هو موضوعي.
+بالنظري الذي يصعب التحققّ منه و الذي يبقي على علاقته بالمجرّد الغامض و المبهم. 
+ يتعلّق الأمر بالنتائج  أو بما تعيّن و صار إنه استخلاص لتجربة بحيث يتضحّ معيار النظر في المواقف .
يقّر هانتنتقون بلا أخلاقية نتائج هذا الموقف فما هي الأدلة التي تشهد على ذلك ؟
أولا : التوسع العالمي للحضارة الأوروبية توّسع يضعف و يندثر شأن النفوذ الأوروبي أو يفقد ضرورته شأن السيطرة الأمريكية :
أ ـ يضعف و يندثر : يكشف الكاتب عن هذا المعطى في إطاره التاريخي إنه القرن التاسع عشر : حيث نشأة حركات الاستعمار التي حملت شعار جعل الآخر متحضّرا و تأهيله لذلك و جعلت  خلفية لهذا الشعار قوامها أن الآخر همجي و بربري  كإشارة إلى نمط عيش الشعوب البدائية . و كان من نتائج ذلك احتلال بلدان بأسرها ؟
كيف ضعف هذا النفوذ و لماذا ضعف ؟ ضعف متى :
ـ اكتشفت التقافة الغربية أن الآخر له حضارته و ثقافته .
ـ اكتشفت الثقافة الغربية أن الآخر الحضاري لا يمكن إخضاعه كليا إذ يتقوى لديه بفعل الهيمنة إرادة المقاومة
و التصدّي و هو ما تحقق فعلا من خلال ظهور حركات التحرر و العداء المتنامي للغرب .
النتيجة : إندثر التوسع العالمي للحضارة الأوروبية .
ب ـ يفقد ضرورته :
الحرب بين المعسكر الغربي الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية و المعسكر الشرقي الاشتراكي الذي يمثله الإتحاد السوفياتي كانت حرب باردة سعت من خلالها الأطراف إلى الهيمنة و التوسع حتى تضمن انتصارها عالميا بقدر ما تخضع شعوبا و دولا إلى إرادتها .
انتصرت الولايات المتحدة الأمريكية و من ثمة فقد السعي إلى التوّسع أسبابه التي كانت تحرّكه .
النتيجة توقف التوسع العالمي الأمريكي .
استنتاج  : إنّ التوسع فكرة غير أخلاقية لأنها لا تستمر أو لا تدوم .
اثانيا :الأمبريالية هي النتيجة الحتمية للتوّسع  ما المقصود بالأمبريالية و كيف تكون نتيجة غير أخلاقية؟
الأمبريالية هي نزعة رأسمالية تهدف إلى الهيمنة و استنزاف الثروات  ـــ الاستغلال و العبودية .
ثالثا :عجز الغرب و افتقاده للإرادة التي تجعله يهيمن و يبسط نفوذه نظرا لأن السكان الأصليون للبلدان الغربية أصبحوا يمثلون أقلّية مقارنة بالوافدين مع ما يترافق مع ذلك من أزمات أخلاقية تتجلى في الجريمة و الانتحار.
رابعا : الهيمنة تناقض مبادئ الديمقراطية التي جعلها الغرب شعار التحضرّ و غايته الرئيسية و معنى هذا أن التناقض أصبح يحكم علاقة النظري بالعملي .
استنتاج يعتبر هنتنقتون أنّ نتيجة ذلك تحوّل فكرة الكونية إلى أمبريالية غير أخلاقية.
النتائج غير الأخلاقية للهيمنة تبرز :
من خلال تحول الهيمنة إلى مصدر حرب بين الدول المشعةّ ــــــ وهو ما يمكن أن يضعف الأطراف المتنازعة.
من خلال كون الهيمنة تقود الغرب إلى هزيمته الخاصة  ــــــ الحرب بين هذه الأطراف يقوي أطرافا أخرى غير غربية .
ما هو الضمني في موقف الكاتب ؟
إرادة الهيمنة يجب أن يتوقف ـــ  لأنه لا يمكن أن يحقق أمر جعل الآخر شبيها هذا إضافة إلى أنه ينتهي إلى نتائج غير أخلاقية.
أن العلاقة بين الحضارات هي دوما علاقة صدام حتى أنه يعتبر أنّ"الحرب العالمية القادمة إن كان مقدرا لمثل هذه الحرب أن تقع ستكون حربا بين الحضارات ..."
إنّ القرن الحادي و العشرين قرن الصدام بين الحضارات و الثقافات الأساسية: الغربية و اللاتينية     و الصينية و الإسلامية و الهندوسية و الإفريقية و الأرثوذكسية و يعتبر هنتنقتون أن الاثنيات  و القوميات و الديانات هي دافع هذه الصدامات و لن تكون أسباب هذه الصدامات سياسية  و لا اقتصادية مثلما كانت عبر التاريخ . 
يعتبر هنتنتقون أن قيمة الصدام يتجلى في كونه يرسّخ مبدأ الهويّة يقول في هذا الإطار : "يتفق علماء النفس عموما على أن الأفراد و الجماعات يحددون هويتهم بتمايزهم ووضع أنفسهم في مواجهة و تضاد مع الآخرين ..و في الوقت الذي تكون فيه الحروب عامل انقسام في مجتمع ما ، فإنّ وجود عدو مشترك من شأنه أن يساعد على ترسيخ الهوية و الانسجام بين الشعب "  .
ثالثا :المستوى الإنشائي :
قراءة نقدية :
      ـ المكاسب : ما هي أهم الأفكار التي يمكن أن نغنمها بعد تحليلنا لهذا النص ؟
     ـ الحدود     : أي فكرة في النصّ  تفتقر  إلى الوجاهة ؟
                أي ضمنية يستند إليها موقف الكاتب و تمثّل مجالا خلافيا ؟ ؟                                                                                    
 ما هي تبعات  موقف الكاتب على المجال النظري أو العملي و تمثّل نقطة نقص ؟
تمرين : منهجي أو  معرفي  أو  حوار موجّه  بأسئلة حول إشكالية أثيرت في التحليل أو في الحوار :
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                                    النــــــــــص الثاني : عنف العالمي
                                                    الكاتــــــــــب: جان بودريار   من كتابه السلطة الجهنمية

تأطير : عندما تهرم الكلمات وذلك بفعل الخلط أو الفائض الاستعمالي لهذه الكلمة أو تلك فإنّ ذلك يعني الدخول في منطقة الفوضى القاطبة، ليس فوضى الدلالة فحسب بل    و أيضا فوضى غياب الدلالة ألم يعلن ديدرو بأن "الأشياء التي نتحدّث عنها كثيرا عادة ما تكون معرفتنا بها أقل " و لعلّ هذا هو الذي  يتضّح  في تضخمّ و اتساع الأفق الدلالي لمصطلح العولمة حتى أنه افتقد إلى سياج الحدّ .
أوّلا : المستوى الإشكالي :
  ـ تحديد المشكل :  ما هو السؤال الذي يجيب عنه النص ؟
    العلاقة بين الكوني و العالمي
  ـ أبعاد المشكل :  بأي معنى يمثّل ذلك مشكلا أو ما وجه الإشكال في هذا السؤال ؟
+ التشابه بين الكوني و العالمي ـــ دفاع عن العولمة و تأكيد لبعدها القيمي
+ الاختلاف بين الكوني و العالمي ـــ بيان الطباع السلطوي التقني الاقتصادي للعولمة  
  ـ صياغة الإشكالية : كيف يمكن التعبير عنه على نحو  تساؤلي ؟
   كيف يمكن الإقرار دون تناقض بأن التشابه خادع بين العولمة و الكونية من جهة و أنه لا اختلاف بين العالمي و الكوني من جهة أخرى ؟    و ما مدى وجاهة ما يعتبره الكاتب من أنّ العولمة قدر حتمي ؟    
  ـ قيمة المشكل  : ما الذي يدعوا فلسفيا إلى الاهتمام بهذا المشكل ؟ {القيمة النظرية أو العملية }
ـ نظريا: مواصلة الشأن الفلسفي بوصفه إقامة في أفق المفاهيم حدا و تمييزا.
ـ عمليا: التصدّي لخطورة العولمة.
ثانيا : المستوى  التحليلي:
الأطروحة المثبتة : ما هو الموقف الذي يدافع عنه الكاتب في نصّه ؟
إن العولمة  هي الفكر الذي انتصر على الكوني 
بنية النـــــــــــص : ما هي المراحل التي اعتمدها في دفاعه عن موقفه ؟
+ في اختلاف العولمة عن الكوني
+ في أبعاد التمييز بين العولمة و الكوني
تفصيل القضايا الإشكالية :
1 ـ في اختلاف العولمة عن الكوني :
يعتبر الكاتب أن التشابه بين العالمي و الكوني تشابه خادع . ما سبب التشابه ؟ تقارب الحقول الدلالية بينهما إذ أنهما يرتبطان بنفس المقصد : إنه الكلّي الإنساني  { لا يتعلّق بالجزئي / المحدود / ... }
لماذا يعتبره خادع ؟
الخداع نتاج مغالطة أو غلط و الذي يميّز بينهما حضور النية و القصد أو غيابهما ــــ  تشابه خادع إن من المنطلق أو من النتائج . كيف يستدلّ الكاتب أن التشابه بينهما خادع ؟
 أ ـ لأن دلالة العولمة تختلف عن دلالة الكوني:
+ ترتبط العولمة بالمجال التقني الاقتصادي المجال الذي تحدث عنه كل من ماركس و أنجز في كتابهما "البيان الشيوعي" حينما اعتبرا أن السلع التي تخرج من مصانع الرأسمالية ستأخذ في الانتشار شرقا    و غربا و لن يفلح في صدّها أي سور و لو كان بمناعة سور الصين العظيم . العولمة هي إذن نتاج تطور تقنيات الاتصال
و المعلومات الذي راهن على تقريب المسافات بين دول العالم أو تلاشيها و الذي أدى إلى تغيّر في أساليب التفكير و الأداء. { عقد الصفقات التجارية عبر القارات ، متابعة الأحداث التاريخية صوتا و صورة }
+ ترتبط الكونية بالقيم أي بالمعايير التي توجه السلوك و تحكمه أو الغايات التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها بوصفها ما ينبغي أن يكون { الحقوق + الحريات + الثقافة + الديمقراطية }
ب ـ لأنّ المصير ليس واحدا :
+ العولمة أضحت قدرا أو واقعا لا يمكن الإفلات منه أو العيش خارجه إنها النتيجة الحتمية للتضخم الرأسمالي
و التطور التقني ـــ  العلامات و الرموز في فضاء العولمة قد حلّت محلّ الواقع نفسه و بذلك أصبح الدال مستقلا عن المدلول فالسلع تستهلك لا لما تشبعه من حاجات بل لما لها من قيمة رمزية أي تستهلك باعتبارها علامات كما أنّ وسائل الإعلام لم تعد تنقل إلا العلامات و الرموز و بذلك صنعت واقعا ثانيا بديلا عن الواقع الحقيقي .  ويعتبر الكاتب أنّ وسائل الاتصال أنتجت الواقعية المضاعفة التي هي أكثر من الواقع.
+الكوني في حالة تلاشي و اندثار  ـــ ما سبب ذلك ؟
يتأول الكاتب هذه الفكرة من خلال الانقلاب الخطير الذي طرأ على القيم الانقلاب الأول تمّ في القرن 18م حينما وقع ترجمة الليبرالية إلى مصطلحات الاقتصاد الرأسمالي أما الانقلاب الثاني يتمّ راهنا إذ تحولت القيم إلى قيم مجتمع الاستهلاك الذي هو التطور الطبيعي التاريخي و الاقتصادي للرأسمالية .إن جميع القيم و المثل أفرغت من دلالتها الحقيقية في المجتمع الاستهلاكي فالحرية أصبحت حرية البيع 
و الشراء و التعددية أصبحت تنوع الموضوعات الاستهلاكية و العدالة أصبحت السعر المناسب ... ,
 les concepts de liberté, de démocratie, de droits de l'homme font bien pâle figure, n'étant que les fantômes d'un universel disparu.
استنتاج : أن الانزلاق نحو التأكيد على الدلالة الواحدة إنما هو انزلاق خادع سببه التقارب بينهما في الأبعاد و المقاصد {الكلي  الإنساني}  
 2 ـ في نتائج التمييز بين العولمة و الكوني :
 إن التأكيد على التمايز بينهما لا يفضي إلا إلى نتائج هي التالية :
+أنّ الكوني يهلك في العولمة : مثلما أن الكوني قضى على الخصوصيات الثقافية حينما جعلها ــ بالقوة أو دون قوّة ــ تغادر مجالها الخاص و تقيم في فضاء القيم الكونية { انتشار القيم ذات البعد الكلي مثل العدالة و المساواة}أفضى إلى موت جميل فإن العولمة تقضى على الكوني من خلال السعي إلى بتر قيمه أو استئصالها أو تشويهها  عبر شحن قيمه بدلالات محرّفة و مسمومة لا ترتبط بالعقل بقدر ما ترتبط بجنون الاستهلاك   الأمر الذي يجعل الموت  حدثا عنيفا مؤلما و شريرا . 
العالمي عنيف لأنه سلطة تفتقد لكل أساس عقلي { المزاجية } و ينمو على نحو جرثومي { التوالد التلقائي و الانتشار } 
+ الكوني تعولم : لا بمعنى انه انتشر و أضحى عالميا و إنما بمعنى انه أصابه عنف العالمي فأفقده أبعاده الحقيقية و حوّله إلى قيم الاستهلاك التي تسوّق مثلما يقع تسويق النفط و رؤوس الأموال و هو ما يعني أنّ وسائل الإعلام تقوم بهذا الدور المشبوه إنها تقّنن الحاجات و الرغبات و الأذواق  و تفرغ كل شيء من المعنى و تصنّع الزائف     و تسوّقه .ـــ البورنوغرافيا بما هي كتابة الفجور أو ثقافة الدعارة

 و العهر هي حصيلة انتشار العالمي شرط توسيع دلالة البورنوغرافيا لتكون دالة على الحاجة لا في صورتها البشرية الصادرة عن الطبيعة الإنسانية بل في صورتها الرمزية {مجتمع الاستهلاك خلق حاجات ثانوية بمجرّد إنتاجه لكم من السلع التي تشبع حاجة واحدة أي أنه خلق حاجات أخرى رمزية لا يمكن إشباعها فالسلع تستهلك لما تضفيه على المرء من مكانة أو وضع اجتماعي و بمجرد أن تشبع حاجة تستثار حاجات أخرى }  
استنتاج إن اللحظة الراهنة هي لحظة انتصار العولمة التي أقصت الخصوصيات الثقافية و الكوني
ثالثا :المستوى الإنشائي :
قراءة نقدية :
      ـ المكاسب : ما هي أهم الأفكار التي يمكن أن نغنمها بعد تحليلنا لهذا النص ؟
+ أن الفلسفة هي إبداع للمفاهيم و يعترف دولوز بأنه استقى هذا التعريف من قول لنيتشة " لا ينبغي على الفلاسفة أن يرضوا بقبول المفاهيم التي تعطى لهم و ذلك بتنظيفها و تلميعها بل عليهم أن يبدؤوا بصناعتها و خلقها ووضعها و إقناع الناس بها و بضرورة العودة إليها "
+التمييز بين العولمة و الكونية هو ما يستدعي حقا وظيفة التفكير تقوم على الدفاع عن كونية الإنسان أمام توّحش العولمة و سلطتها الجهنمية .   
     ـ الحدود     : أي فكرة في النصّ  تفتقر  إلى الوجاهة ؟
                      أي ضمنية يستند إليها موقف الكاتب و تمثّل مجالا خلافيا ؟
                ما هي استتباعات  موقف الكاتب على المجال النظري أو العملي و تمثّل نقطة نقص ؟
تمرين : منهجي أو  معرفي  أو  حوار موجّه  بأسئلة حول إشكالية أثيرت في التحليل أو في الحوار :
تحرير فقرة تبيّن فيها موقفك من اعتبار العولمة قدرا لا محيص عنه .
يقع التركيز في الفقرة على النقاط التالية : تعريف العولمة / تعريف القدر / صياغة حجج تؤكد على الأطروحة /
بيان أن العولمة و إن كانت واقعا فإنها ليست قدرا إذ القدر ليس ما وقع و صار و إنما ما يجب أن يقع / القدر لا يرتبط بما بالممكن / العولمة خيار إنساني تحوّل إلى واقع رصدت سلبياته و يجب الثورة عليه لا نحو عولمة مضادة و لا نحو ما يناقض العولمة و إنما نحو كونية حقيقية تؤمن بالخصوصيات و تهدف إلى القيم الحق قيم ما ينبغي أن يكون .
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2ـ  العنصر الاشكالي :أوجه العلاقة بين الخصوصية و الكونية :
أ ـ الإختلاف و التواصل  :

النــــــــــص: الوحدة و التنوّع
الكاتــــــــــب: ادغار موران

تمهيد:
يذكر كلود ليفي ستروس حكاية ملخّصها  أن سكان أميركا الأصليين "الهنود" الحمر كانوا, تبعاً لأساطيرهم ومعتقداتهم, يعيشون في انتظار "توأمهم" الأبيض يأتي من البحار الشرقية, ليكتملوا به.و حين وصلت سفن كولومبس  ذبح أولئك الذين كانوا ينتظرون وصوله بشغف كبير .
 إن هذه الحكاية و بغضّ النظر عن مدى واقعيتها تدفع إلى إثارة السؤال التالي هل أن الإنسانية حقا لا تستطيع أن تتحمّل اختلاف الحضارات  و تنوعها ؟ هل قدر اللقاء بين الثقافات الصدام و التناقض ؟
أوّلا : المستوى الإشكالي :
  ـ تحديد المشكل :  ما هو السؤال الذي يجيب عنه النص ؟
العلاقة بين الوحدة و التنوع   
  ـ أبعاد المشكل :  بأي معنى يمثّل ذلك مشكلا أو ما وجه الإشكال في هذا السؤال ؟
+ علاقة إقصاء أو احتواء  ــ  تلاشي الوحدة في التنوع أو تلاشي التنوّع في الوحدة
+ علاقة وحدة مركبّة  ــ  الوحدة في التنوع و التنوع في الوحدة .
  ـ صياغة الإشكالية : كيف يمكن التعبير عنه على نحو  تساؤلي ؟
هل يناقض التنوّع الثقافي فكرة الوحدة الإنسانية أم أنه شرطها ؟ و كيف لا ينبغي التفكير في ضمانات تمنع  الانتقال من الوحدة المركبة إلى  توحيد المركّب ؟ { خطر العولمة}   
  ـ قيمة المشكل  : ما الذي يدعوا فلسفيا إلى الاهتمام بهذا المشكل ؟ {القيمة النظرية أو العملية }
+ إعادة التفكير في التنوع الثقافي بوصفه ثراء الإنسانية .
+ التصدي لكل الأشكال التي  تفرغ الإنسان من خصوصياته .{ العولمة }
ثانيا : المستوى  التحليلي:
الأطروحة المثبتة : ما هو الموقف الذي يدافع عنه الكاتب في نصّه ؟
إن الوحدة الإنسانية تشترط التنوّع حتى تكون خلاّقة .
بنية النـــــــــــص : ما هي المراحل التي اعتمدها في دفاعه عن موقفه ؟
+ أوجه الإشكال في ثنائية الوحدة و التنوّع .
+ في دلالة الوحدة المركّبة .
تفصيل القضايا الإشكالية :
أوجه الإشكال في ثنائية الوحدة و التنوّع :
+ تعريف التنوع : التنوّع هو الاختلاف والتعّدد و يرتبط بما هو نفسي{الشخصي الذي يكشف عن فرادة الإنسان}و الاجتماعي{نمط العلاقة مع الآخر}و بما هو ثقافي{مجموعة ما لها كيفية معينة لفهم العالم
و تصوّره  يتجلى ذلك في مجال العادات و الطقوس و الفنون} كما يرتبط أيضا بما هو بيولوجي نظرا لخصوصية نوع من ناحية الجينات أو العناصر الفزيولوجية المكوّنة .
+ تعريف الوحدة ترتبط بالسمات البيولوجية لنوع الإنسان إذ يحمل كل فرد داخله مجموع سمات النوع الإنساني من جينات و خلايا كما ترتبط بما هو ذهني و نفسي و عاطفي و معنى هذا أن ما هو إنساني واحد في كل إنسان .
ترتبط الوحدة أيضا بالثقافة إذ لا يوجد مجتمع دون ثقافة أي دون مجموع معارف و قواعد و أنماط سلوك و قيم.
يعتبر الكاتب أن التنوّع و الوحدة هي من إقرارات علم التشريح الحديث بل إنها أيضا من موروثات الأساطير.
استنتاج : إن التنوع خاصية طبيعية و ثقافية كما أن الوحدة معطى إنساني . على أن الكاتب يكشف عن الإنزياحات التي ترتبط بالتفكير في ثنائية التنوع و الوحدة . ما هي هذه الانزياحات ؟
تتعلّق الانزياحات بتلاشي أحد أطراف الثنائية في الآخر:إما أن الوحدة الإنسانية تضيع و تتلاشي في التنوّع المتزايد و المستمر أو أنّ التنوّع الثقافي يتلاشى و يضيع في الوحدة الإنسانية و معنى ذلك أن الإقصاء هو السمة التي تحكم العلاقة . يحوصل موران هذ الانزياح في اتجاهات هي  :  
+إتجاه تفريقي { يشظّي } يعزل يفصل بين البيولوجي و الاجتماعي و ينظر إلى كل واحدة بمعزل عن الأخرى حتى يبررّ للتنوّع الذي يقصي الوحدة .
+اتجاه اختزالي {كليّ}  يرجع التنوع الثقافي إلى جوهر بيولوجي حتى يدافع عن الوحدة التي تقصي التنوّع .و يستدل الكاتب على هذا الاتجاه من خلال البنيوية و علم الاجتماع .
استنتاج يستند الاتجاه الذي يفصل و الاتجاه الذي يختزل إلى مسلّمة تقرّ باستحالة تصوّر التعدد الثقافي في الواحد
الإنساني و باستحالة تصور الوحدة في التعددّ .و يقر موران بأن " أن النزعة الكلية ليست أكثر صلاحية من الانكفاء حول المتشذر والجزئي، فالنزعة الكلية هي شكل آخر للنزعة الاختزالية."
 فكيف يقع تجاوز  المشكل ؟
في دلالة الوحدة المركبّة :
يقر موران بأن الحلّ يكمن في التفكير في المشكل في إطاره الابيستيمولوجي  الإطار الذي يعارض :
+ الطابع الاختزالي : الذي يفرغ كل الأشياء من خصوصياتها حينما يختزلها في معطيات ثابتة و نهائية كأن يختزل الثقافات في ثوابت بيولوجية حتى يستدل على الوحدة  ـــ الوحدة تحجب التنوّع
+الطابع البنيوي الذي ينشغل بالعناصر الداخلية المكوّنة للظواهر كأن يقع إبراز التنوّع الثقافي و الاهتمام به
و اعتباره جوهر ما هو إنساني  ـــ التنوّع يحجب الوحدة .
الإطار الابيستيمولوجي الذي يقترحه ادغار موران يتمثّل في المعرفة المركّبة التي لا تختزل المكونات على نحو يذيبها في الكلّ و لا تهتم بها على نحو يعزلها عن الكلّ و معنى ذلك أن المعرفة المركبة هي  التي تنطلق من أنّ الكل يكشف عن مجموعة الأجزاء التي تكونه مثلما أن مجموعة الأجزاء تحفظ للكلّ وحدته .
هذا الاطار هو الذي يحدد من خلاله الكاتب دلالة مفهوم الوحدة المركبة بوصفها ليست جمعا للأجزاء و إنما هي ذلك الكلّ أو النسيج الذي تتداخل فيه المكوّنات البيولوجية و النفسية و الثقافية و أساس الوحدة المركّبة هو العلاقات الداخلية بين الجزء و الكلّ بين الواحد و المتعددّ       
استنتاج إن الكاتب يثير المشكل و يحدد دلالة المفهوم في إطار ابيستيمولوجي .
أستنتاج إن التنوّع الثقافي لا يجب أن يعيق وحدة الإنسانية كما أن الوحدة الإنسانية لا يجب أن تقتل أو تتنكر للتنوع الثقافي . 
ثالثا :المستوى الإنشائي :
قراءة نقدية :
      ـ المكاسب : ما هي أهم الأفكار التي يمكن أن نغنمها بعد تحليلنا لهذا النص ؟
+أهمية التفكير في مشكل التنوع و الوحدة بوصفه مشكل انتربولوجي فلسفي في أفق ابيستيمولوجي معاصر
+ نقد العولمة بوصفها واقع اختزالي و نقد الانغلاق بوصفه واقع انعزالي .
     ـ الحدود     : أي فكرة في النصّ  تفتقر  إلى الوجاهة ؟
                      أي ضمنية يستند إليها موقف الكاتب و تمثّل مجالا خلافيا ؟
                     ما هي استتباعات  موقف الكاتب على المجال النظري أو العملي و تمثّل نقطة نقص ؟
رغم أهمية موقف الكاتب إلا أنه لم يقدّم الضمانات التي تمنع الوحدة من أن تكون قاتلة للتنوع و تمنع التنوع من أن يكون عائقا أمام الوحدة و هو ما يتضح مع موقف بول ريكور
تمرين : منهجي أو  معرفي  أو  حوار موجّه  بأسئلة حول اشكالية أثيرت في التحليل أو في الحوار :


: "L'humanité est en rodage. Y a-t-il possibilité de refouler la barbarie et vraiment civiliser les humains? Pourra-t-on poursuivre l'hominisation en humanisation? Sera-t-il possible de sauver l'humanité en l'accomplissant? Rien n'est assuré, y compris le pire."
Qui sommes-nous? Plus nous connaissons l'humain. moins nous le comprenons : les dissociations entre disciplines le fragmentent, le vident de vie, de chair, de complexité, et certaines sciences réputées humaines vidangent même la notion d'homme

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3 ـ  العنصر الاشكالي :الأبعاد الإيتيقية الخصوصية و الكونية :
                            
                            النــــــــــص:لقاء الإنسان بالإنسان
                           الكاتــــــــــب: بول ريكور

تأطير : إن لقاء الإنسان بالإنسان لا يمكن أن يتمّ دون التفكير في شروط إيتيقية تضمنه انشغلت الفلسفة بالتفكير فيها .

أوّلا : المستوى الإشكالي :
  ـ تحديد المشكل :  ما هو السؤال الذي يجيب عنه النص ؟
    اللقاء مع الآخر
  ـ أبعاد المشكل :  بأي معنى يمثّل ذلك مشكلا أو ما وجه الإشكال في هذا السؤال ؟
+ مجال تلاشي أو انغلاق ـــ اللقاء مع الآخر الحضاري محكوم بأمية : إما أن تنفتح حضارة ما على أخرى فتتلاشى فيها و تضمحلّ مقوّماتها الخصوصية و إما أن تنغلق كلّ حضارة على ذاتها موهمة نفسها بأنها مركز.
+مجال تفاعل و تثاقف  ــ ثمة شروط يجب تحديدها .
  ـ صياغة الإشكالية : كيف يمكن التعبير عنه على نحو  تساؤلي ؟
هل أن الالتقاء مع الآخر الحضاري هو مجال انغلاق و تلاشي أم أنه مجال تفاعل و تثاقف ؟ و أي ضمانات يمكن أن تحمي العلاقة بين الثقافات ؟ و هل هناك ما يقوم شاهدا في الوضع الراهن على تحقق شروط الالتقاء كما يحددها الكاتب ؟
  ـ قيمة المشكل  : ما الذي يدعوا فلسفيا إلى الاهتمام بهذا المشكل ؟ {القيمة النظرية أو العملية }
+ التفكير في شروط اللقاء حتى لا يكون إقصاء .
+تأصيل الذات في منبتها قبل الانفتاح على الآخر .
ثانيا : المستوى  التحليلي:
الأطروحة المثبتة : ما هو الموقف الذي يدافع عنه الكاتب في نصّه ؟
إن الالتقاء مع الآخر الحضاري مجال إبداع و تفاعل و تثاقف .
بنية النـــــــــــص : ما هي المراحل التي اعتمدها في دفاعه عن موقفه ؟
+ شروط التواصل
+ كيفيات التواصل
تفصيل القضايا الإشكالية :
شروط التواصل :
يحدد ريكور شروط التواصل بين الثقافات و يلخصها في :
ـ الانتماء إلى نفس الدائرة الإنسانية  ــ  لا يتعلّق الأمر إذن بمرجعيات مختلفة في الطبيعة أو في الدرجة .
ـ القدرة على الانتقال إلى مركز منظور آخر ــ التعاطف و الفهم و الإقامة في الآخر دون السكن فيه " كما أفهم شخصية روائية أو شخصية مسرحية  أو صديقا حميما رغم كونه مختلف عني "
ـ الاختلاف  الذي يعني غياب التماثل كما يعني الغربة و الغرابة و لكن يعني أيضا التشابه " إن الإنسان غريب بالنسبة إلى الإنسان لكنه أيضا شبيهه "  يفعل التواصل    و يشترطه ــ  لا يمكن أن يتحقق الإبداع في إطار الشبيه و المماثل و إنما داخل التنوع الثقافي . كيف يتحقق التواصل و ينشئ الإبداع في ظل الاختلاف اللغوي مثلا ؟
 الاختلاف اللغوي ليس عائقا لأن الترجمة تحقق التفاعل و التواصل .
يؤكد ريكور على ذلك من خلال مثالين :
+ الصين رغم انغلاقها على ذاتها فإنها لم تستطع مغادرة الوضعية الإنسانية أو تنعزل عنها.
+ شامبيليون المؤرّخ الفرنسي الذي زار مصر و الذي حاول فكّ رموز الكتابة الهيروغليفية بإعتبار قوامه أنها منتجات إنسانية نستطيع التواصل معها .
استنتاج :التفاعل يتحقق رغم الاختلاف الحضاري و التباين الزمني بين المنتجات الإنسانية .
استنتاج : كل هذه الشروط تؤكد أن عملية التواصل لا تفترض تجاوزا لخصوصياتي الثقافية و إنما ضرورة احتمال الآخر في داخل ثقافتي { التعاطف } .
كيفيات التواصل :
يحذّر الكاتب من مزالق هي :
+ التلفيقية :حيث محاولة التوفيق تتجلّى من خلال مطمح التجميع لعناصر متناقضة و التي لا يمكن أن تنصهر في أرجائها هذه الأصول و إنما تظل محتكمة لمبدأ التنازع
 و التضارب { حضارة هشّة }
+ الانغلاق على الذات و رفض الآخر حماية للموروث الحضاري من الاندثار و التبدّل{التطرّف}ــ الذات مركزا
+التلاشي في الآخر الحضاري  و عدم تأصيل الذات في منبتها ـــ تهميش الذات .
أي حلّ يقترحه ريكور إذن لتحقيق عملية التواصل ؟
يعتبر ريكور أن سبيل التواصل هو الحوار بين أطراف ذات أصالة و ذات هويّة أي احتمال الآخر داخل الذات أي   " أن أكون غيري في نفس الوقت الذي أبقى فيه أنا نفسي "
و حتى تتمّ عملية التفاعل هذه وجب :
+ أن يكون أطراف العلاقة أوفياء لأصولهما
+أن يغيب هذه العلاقة ثنائية المركز / الهامش
ما هو المثال الذي يمكن أن يدعمّ النموذج الصحيح للقاء ؟
إمكانية التقاء العالم الإسلامي و الثقافة الأوروبية لأنها ثقافة متأصلة في منبتها ، استطاعت فعلا أن تثبت خصائصها الحضارية التي تختلف بها عن الآخرين كذلك العالم الإسلامي الذي بدأ يستعيد إدراكه لهويته الحضارية .
ثالثا :البعد الإنشائي :
قراءة نقدية :
      ـ المكاسب : ما هي أهم الأفكار التي يمكن أن نغنمها بعد تحليلنا لهذا النص ؟
+ أهمية التفكير في شروط للقاء حتى يقع تخليص العلاقات بين الثقافات من كل ما يتهددها {دغمائية تحتكم إلى ثنائية المركز و الهامش  أو ريبية تشكك في اللقاء}
+ التثاقف و الإبداع  تفاعل يشترط الحوار و التواصل لا القطيعة و الإقصاء  
+ تأصيل الكيان الثقافي في منبته دافع نحو الانفتاح لا مبرر للانغلاق  ــ الأصالة الثقافية تتطلب تجربة التعاطف و تبادل الأدوار . 
     ـ الحدود     : أي فكرة في النصّ  تفتقر  إلى الوجاهة ؟
                      أي ضمنية يستند إليها موقف الكاتب و تمثّل مجالا خلافيا ؟
                ما هي استتباعات  موقف الكاتب على المجال النظري أو العملي و تمثّل نقطة نقص ؟
إن قراءة متسرّعة للراهن تكشف عن غياب كلّي لإمكانية  اللقاء بين الثقافات مثلما تأمله ريكور و هو ما لا ينقص من وجاهة موقفه بقدر ما  يتطلب التفكير في التواصل بين الحضارات ضمن رسم لأفق إنساني يشترط الإبداع ، إذ لا إمكان للحديث عن تثاقف بين حضارة مبدعة و أخرى في حالة عجز أو عقم . كما يشترط امتلاء الثقافة من داخلها حتى تتمكنّ من الحسم مع الماضي و تحدّد ملامح مستقبلها.   
تمرين : منهجي أو  معرفي  أو  حوار موجّه  بأسئلة حول إشكالية أثيرت في التحليل أو في الحوار :
    إنجاز مقدّمة لهذا النص تنطلق من إمكانيات مختلفة :
ـ إمكانية أولى مفارقة :يعلن الراهن عن مفارقة أقطابها تكثف قنوات الاتصال و اتساع أدواتها من جهة و تعطل عملية التواصل و احتكام إلى العنف و العدوان إن في علاقة الإنسان بالإنسان و إن في علاقة الثقافة بغيرها من جهة أخرى كأن التقدم التقني لا بدّ أن  يترافق مع انهيار في ما هو إنساني   و هي المفارقة التي تستدعي التفكير للانشغال بمشكلة التواصل في ضوء التعدد و الكثرة
إمكانية ثانية : من أطروحة مستبعدة : اعتبار أن الصدام و التناقض و الإقصاء قدر العلاقات التي تربط بين الثقافات إذ ما انفكّ تاريخ البشرية يكشف عن مجازر يرتكبها الإنسان في حقّ الإنسان ..  
 و هو ما يعيد الكاتب التفكير فيه في هذا النص المقتطف من ضمن التساؤل الإشكالي التالي :
إمكانية ثالثة : الانطلاق من مساءلة رأي شائع : يذهب الرأي الشائع إلى اعتبار أن الإنسانية اليوم تخلّصت من كل القيود التي كانت تمنع لقاء الإنسان بالإنسان ، رأي يسنده واقع يبشر بولادة ما يسمى بمصطلح القرية الكونية
على أن مساءلة نقدية لهذا الرأي تكشف عن تنامي حالة العداء بين الخصوصيات الثقافية و تضاعف أشكال الإقصاء فيها إذ رغم انهيار الأسوار المادية الفاصلة تظل الأسوار النفسية و الثقافية قائمة بل
   و يزداد سمكها {جدار برلين نموذجا } و هي المراجعة التي يندرج هذا النص لبول ريكور المقتطف من.... ضمنها حيث التساؤل عن ....
إمكانية رابعة : الانطلاق من الراهن : حدث تاريخي مثلا : ضرب برج التجارة العالمي أعلن عن فاجعة إنسانية تتمثّل في السعي إلى إفناء الآخر المختلف..   و الحرب التي خاضتها أمريكا تحت تأثير هذا الحدث لم تكن في الأصل ثقة بالإنساني بقدر ما كانت يأسا منه ،إن تأزم  العلاقات بين الثقافات إنما يدفع إلى إعادة التفكير فيها و هو ما يضطلع به هذا النص لصاحبه .... من .... ضمن الإشكالية التالية :


للتواصل معنا

kassebi.chedli@gmail.com

التوقيت بالعالم