1 ) في دلالة النّموذج:
النص: "في أصل
النماذج" لـ : ۥنوال مولود. صفحة : 221 من كتاب العلوم
الاشكالية : على أي نحو
يمكن تحديد معنى النموذج?
و هل هناك نموذج في العلم أم نماذج ?
الأطروحة: يؤكد الكاتب أن
تحديد النموذج العلمي يجب أن يكون بمعزل عن ما ورد في الخطاب الفلسفي كما يؤكد على
تعدد النماذج العلمية .
التحليل:
ان النّموذج كما ذهب الى ذلك نوال مولود هو التصميم أي
الشيء المصغر لواقع كبير وفقا لشكل مبسط أو انتاج خصائص ذات أبعاد كبرى فالنموذج
بهذا المعنى هو التبسيط لواقع معقد أو هو اختزالا له. يقول الابستمولوجي المعاصر باسكال
نوفيل « أن نضع نموذجا هو أن نبسط وضعية
ما» و بالعودة الى العلم يمكن الوقوف عند أمثلة مختلفة:
مثال 1: الخرائط السكانية في علم الجغرافيا هي تصاميم
مصغرة لأشياء كبرى فالخرائط ليست هي الأرض في حد ذاتها بل هي تصميم افتراضي للأرض
ونفس المثال ينطبق في مجال علم الفلك أو الطب أو التقنية. اذا النموذج هو القدرة
على التبسيط و الاختزال و هو اختزال افتراضي " virtuel " و مجرد أي هو تمثيل مجرد لواقع مادي معقد . تمثيل
: simulation => المحاكاة .
يقول باسكال نوفيل « لكل
نموذج دور تصويري تمثيلي يرتكز على لغة رياضية»
=> نستنتج من خلال هذا القول أن كل نمذجة علمية هي
نمذجة رياضية . فالرياضيات هي الحقل الذي نشأت فيه النمذجة الى جانب المنطق و
لكنها امتدت لا حقا الى العلوم الأخرى مثل علم الفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا و
الاقتصاد و الهندسة و الاعلامية... حيث تحولت النمذجة الى اجراء فني لا يمكن
التخلي عنه داخل العلم و في هذا السياق ذهب بول ريكور
إلى نفس هذا التمييز بين النماذج أصناف مختلفة:
- النموذج بما هو تصميم ( (maquette أي انشاء تصاميم مصغرة أو مكبرة للأشياء مع الحفاظ على خصائصها.
- النموذج بما هو تمثيل : وهي نمذجة رقمية تعتمد على
معطيات مجردة و رياضية أي يتم اختزال الظاهرة وفق معادلة رقمية مثال استعمال
الوصلات الكهربائية في الحاسبات الالكترونية أو غرفة تعلم قيادة الطائرات...الخ.
- النموذج بما هو نظري : هذه النماذج توجد خاصة في مجال
الرياضيات و المنطق و الفيزياء وهي عبارة عن بناء نظري افتراضي لا يعمل على
التشابه أو المماثلة مع الظاهرة العينية بل هو صورة نظرية مجردة مثل تظرية الجاذبية الكونية مع نيوتن فهي نسق مبني بناء نظريا و افتراضيا و بهذا يكون
النسق كذلك معنى من معاني النموذج. إلا أن هذه النماذج بقدر ما هي مجردة و افتراضية
فهي في علاقة بالواقع. فماهية طبيعة العلاقة بين النموذج و الواقع ? و ماذا نعني
بالواقع ?
- الواقع← المحسوس / الموجود / المادي/ ما هو مباشر
=>المعطى .
← بناء/ مبني/ منشأ عقليا، واقع اصطناعي افتراضي.
النموذج بناء و اكتشاف للواقع أي أنه لا ينطلق من الواقع
المعطى بل هو انشاء له. يقول بول فاليري « اننا لا
نفكر إلا من خلال النماذج»
كما يقول أيضا « الحقائق هي أشياء نضيفها لا أشياء
نكتشفها انها بناءات و ليست كنوز»
=>اذا النمذجة العلمية: هي عملية إنشاء و توليد نماذج مجردة أو اصطلاحية، يتجلى بوضوح
هذا التعريف في النماذج العلمية و خاصة الرياضيات فكل نموذج علمي هو نموذج رياضي
مطبق في بقية العلوم الدراسة للواقع. النماذج العلمية هي أنساق سواء كانت صورية أو
طبيعية أو صناعية و هذه المماهات بين النموذج و النسق عبر عنها جون لويس لوموانيي بقوله كان مونتسكيو وهو من فلاسفة
القرن 18 كانوا يستعملون كلمة نسق ليشيروا تقريبا الى ما نعنيه اليوم بنموذج علمي
أو تقني.
يميز الكاتب بين النموذج العلمي ومفهوم المثال في الفلسفة
ويعطي مثال التعريف الأفلاطوني
← النموذج في
معناه الفلسفي الصورة المثلى التي عدلت عليها الموجودات.
عالم الموجودات الحسية= الكثرة/ الفوضى/ الظن/الوهم.
عالم الموجودات الحسية= الكثرة/ الفوضى/ الظن/الوهم. عالم المثل: الوحدة : النظام=
الحقيقة النموذجية =
الباراديغم: مصطلح استخدمه للمرة الاولى توماس
كوهن في كتابه " بنية الثورات العلمية
" 1962 ، ليفسر عملية و نتيجة التغيير التي تحدث ضمن
المقدمات و الفرضيات الاساسية لنظرية لها القيادة للعلم في مرحلة محددة من الزمن. منذ ان استخدمها كوهن انتشر استعمالها بشكل واسع ، حتى
في محالات
اخرى من التجربة الانسانية.
تحول الباراديغم هو الثورة العلمية حسب توماس كوهن.انه
ثورة في النمط العلمي بشكل ادق ، حيث ان مفردة الباراديغم تعني
"النمط الفكري" . تحدث الثورة العلمية ، حسب كوهن،
عندما يواجه العلماء مشاكلا لا يمكن حلها حسب النمط السائد عالميا ،و لهذا يجب ، من حل هذه المشاكل ، تجاوز هذا النمط ، بإلاضافة إلى تكوين
نظرية جديدة. الباراديغم ، بهذا المعنى ، هو ليس النظرية السائدة الحالية ، بل هو
الرؤية للعالم ،
و التي تحتوي على هذه النظرية ، و كل المعاني المتضمنة داخل هذه الرؤية. حسب كوهن ، كل باردايغم ، يحتوى على
مشاكل معينة ، يتعامل معها العلماء على انها حد ادنى و مقبول من
الخطأ.
و يعني في هذا السياق بالبراديغم هو الروح العلمية و
الشروط التي يجب أن تتوفر في كل نموذج علمي اذا هو النموذج العام الذي تبعته كل
النماذج العلمية في كل أبعادها التركيبية و الدلالية و التداولية.
- يمكن أن نستنتج بناء على ما
سبق أن النمذجة هي تنسيق و تنظيم سواء تعلق الأمر بتنسيق أمور مجردة لا شأن لها
بالواقع[ البعد التركيبي] ولكن هذه الرموز المجردة غايتها ليست لذاتها بل من أجل
تفسير الواقع و الإحالة عليه علية[ البعد الدلالي ] و ذلك من أجل الاستعمالات و
تحقيق مطلب النجاعة [البعد التداولي].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق